هطل المطر على النوافذ وهدرت الرياح في الخارج. كان الطقس سيئًا رغم أن الوقت هو الصيف، لكن ليزيت كانت سعيدة. كانت الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا جالسة على السرير وتحمل كتابا وكوبا من الشاي الساخن، تقرأ وترشف بهدوء، وتنظر من حين لآخر نحو المطر الذي ينزلق على زجاج النافذة. خرج والداها وشقيقها الأصغر إلى حديقة ملاهي على بعد ولايتين، واختارت البقاء في البيت. لطالما كانت ناسكة تحب الكتب، فاختارت القراءة على ألعاب الأطفال.
توهج المصباح الدافئ فوقها، وابتسمت ليزيت لما أتاها من حظ. ها قد وصلت للصفحات الأخيرة من الرواية. ثم تردد صدى تصدع حاد في أنحاء غرفة المعيشة، وانطفأ المصباح فجأة.
أحكمت ليزيت لفّ بطانيتها حول جسدها، ونهضت في الظلام الدامس لتبحث عن أي شمعة أو مصباح يدوي. ربما تعثرت وسقطت ست مرات أو أكثر، وأصابتها بعض الكدمات خلال ذلك. بحثت في الأدراج، ووجدت في النهاية شمعتين وبعض أعواد الثقاب. أشعلت ليزيت شمعة قصيرة وسمينة واستدارت نحو السلالم.
اختل توازنها ووقعت للأمام. انطفأت الشمعة في يدها، فمدّت يدها الأخرى بحثًا عن شيء تتمسّك به. لدهشتها ورعبها، هذا ما حدث. شيء ناعم وبارد ورطب قبض على يدها ودفعها للخلف، وأعادها على الدرجة الأولى. وقفت ليزيت مكانها للحظة ونبض قلبها يتسارع، ثم أشعلت الشمعة من جديد ورفعتها أمام وجهها.
صرخت ليزيت "من هناك؟" لمحت شيئًا يتحرك بطرف عينها، فأدارت رأسها ولم تجد شيئا. الجو عاصف بالخارج والكهرباء مقطوعة. من الطبيعي أن يصيبها الارتياب.
شقت طريقها ببطء وحذر إلى الطابق السفلي وعادت إلى كرسيها وهي متوترة. كان المنزل ساكنا تمامًا باستثناء زخات المطر ودقات قلبها.
التقطت ليزيت كتابها ووضعت عليه الشمعة، وحاولت أن تهدئ من روعها وتقول أنها تتخيل الأشياء فحسب. ولكن ما إن هدأت حتى أحسّت بلمسة خفيفة على رأسها. جفلت ليزيت وصرخت، وعندها رأتهم.
ظلال سوداء تتحرك على الجدران. تختلف أحجامها بين الكبير والصغير، لكنها جميعها هادئة ومشؤومة. ارتعش كل جزء من جسد ليزيت وتملكها الخوف. كيف هذا؟ لم يكن أحد في المنزل غيرها. لا أحد يصنع تلك الظلال التي ترقص على الجدران. فجأة شعرت برغبة طفولية بالهرب والاختباء تحت البطانية. ولكن هذا لم يحدث فقد التصقت قدماها بالأرض من أثر الرعب. أحد هذه الظلال، أدكنها وأطولها جميعًا، خرج من بين جموع الظلال ووقف أمامها.
"ليزيت".
تحدث بصوت يشبه فحيح الثعابين. مجرد فراغ أسود تكوّن أمامها. "أنا بحاجة إلى مضيف جديد. وقد اخترتكِ".
بعد أن نطق الظل بالكلمات الأخيرة، نقر إصبعه عليها برفق فسقطت ليزيت على الأرض وهي ترتجف وتصرخ. لم يسمعها أحد. أقرب جار يعيش على بعد ميلين، وكان صوت المطر عاليا بأي حال. ضحك الظل ولف نفسه حولها. كتم الظل كل الأصوات الرهيبة التي تصدر منها. هدأت الفتاة، ومدّ الظل يده برفق على عينيها ومسح أصابعه الرفيعة على جبهتها.
خرج ظل جديد من ليزيت، وكان أبيضا ولامع. "روح شابة نظيفة. جديدة تمامًا". وبهذا وجدت روح ليزيت نفسها وسط جمع الظلال على الحائط. دخل الظل الكبير في جسدها الدافئ وتملك من مضيفته. رفعت ليزيت الجديدة أصابعها ونهضت، واختبرت مقدار سيطرتها على الجسد الجديد. ففي بعض الأحيان، يبقى جزء من روح الأصلية ويحارب الدخيل، لكنه لا ينجح أبدًا. أما في هذا الحال، فقد سيطرت ليزيت الجديدة على جسدها بالكامل. تجمدت عيون ليزيت البنية وأصبحت زرقاء جليدية بعد أن استحوذ عليها المالك الجديد. اختفت المشاعر عن وجهها، وأعادت تشغيل مفاتيح الكهرباء. صرخت الظلال على الجدران وأسرعت لتختبئ في أماكن مظلمة. ضحكت ليزيت الجديدة بصوت خافت، وذهبت إلى المطبخ واختارت سكينًا كبيرة، وقلبتها وهي مُعجبة بانعكاس الضوء اللامع عليها. نسي الظل اسمه منذ زمن طويل. عادت ليزيت الجديدة إلى الكرسي الكبير الناعم وأخذت كتاب ليزيت القديمة، وقلبته إلى البداية. وضعت السكين تحت الوسادة وانتظرت وصول عائلة ليزيت القديمة.
ستحظى أرواح المضيفين السابقين وعائلاتهم برفقة جديدة عما قريب.
ابتسمت ليزيت الجديدة.
القصة: Host
الكاتب الأصلي: SilentDefiance
https://www.creepypasta.com/host
ترجمة: Mr. Beshebbu
ليش ليزيت الجديدة احتاجت سكينة ؟، المضيفين يقدرو يسيطرون على الأجساد حتى و هي حية ولا لازم تموت؟
ردحذفليزيت الجديدة تنتظر عائلة ليزيت القديمة
حذف