دق الباب عاليا، واستيقظت كلارا بفزع من حلم اليقظة
الذي غرقت فيه. قضي الأمر. بعد كل هذا التخطيط الدقيق والصراع للبقاء، ستحل
النهاية الآن. هي تجلس الآن على
ارتفاع تسع طوابق في الغرفة 934 من فندق ماريوت المهجور. بدأت تبكي، ليس لنفسها، بل
من أجل ابنها الصغير جيريمي ذو الثلاث سنوات. كان يمثل لها العالم كله، ولم تحتمل
فكرة نهاية حياته القصيرة.
"افتحي الباب"، تعرفت على صوت
حبيبها جيروم الذي عاش معها لأربع سنوات. أزاحت بسرعة سلسلة المزلاج، وفتحت الباب
وأدخلته.
"لا أملك الكثير من الوقت. سيقوم الرجال
بمسح ما تبقى من المتجر وأريد أن أكون الأول بينهم"، ثم توقف فجأة. "رائحتك
طيبة. ما هذا؟"
قالت ببساطة: "هذا العطر اسمه لافلي، من سارة
جيسيكا باركر. وجدته بجوار البار الصغير. إنه الأفضل، أليس كذلك؟"
رد "نعم"، بينما ترك حقيبتين بجانب الباب
واستدار ليغادر. "سأعود قريبا. أبقي الباب مغلقًا".
كان جيروم أحد الناجين. كان الجميع يبحثون عن المؤن
في وسط المدينة، وهو صاحب فكرة أخذ عائلته الصغيرة إلى فندق ماريوت المحلي وينتظر
انقضاء الأمر. قال ببساطة "لن يأتي أحد لإنقاذنا، لقد تخلوا عن المدن
الكبرى". كانت خطته أن يدع الجميع يقتلون بعضهم بينما يعيشون هم حياة فخمة في
الفندق الخالي. نجح هذا. معظم من تبقى من البشرية قد أفنوا بعضهم. لا يعني هذا أن
الأشهر الماضية لم تكن صعبة. انقطع التيار الكهربائي الآن واعتمدوا على المعلبات.
لكنهم ما زالوا أحياء. سحبت كلارا الكيسين إلى
المطبخ وأخرجت العلب المنبعجة. سمعت جيريمي يستيقظ في غرفة النوم. ثم دخل غرفة
المعيشة بعد دقائق.
" انظري يا أمي، لدي مسدس"، نظرت إلى عينيه المتقدتين
بالحماس وتنهدت. كان يحمل مقبض خزانة بلاستيكي. أشار إليها. "طاخ. طاخ. طاخ".
تذكّرت عنف العصابات الفظيع الذي شهدته قبل أسبوع
واحد فقط. اختلف فريق جيروم وبعض العصابات الأخرى حول من يملك ما بقي من المتاجر في
المنطقة. انتهى الاجتماع بموت عدد من أصدقائهم.
قالت وهي ترفع يدها: "دعني أرى يا
عزيزتي". استدار وركض إلى غرفة النوم. هذا هو الشيء المزعج في الأطفال، لا
يسمعون الكلام. ركضت وراءه بسرعة وأخذته من يده. كانت حريصة على ألا تسمح له بفعل ما
يؤذي به نفسه. لكن لم يكن خطيرا. وبخلاف الضوضاء، لم يكن هناك ضرر من تركه يلعب به.
"أمي، هل يمكننا أن نلعب لعبة المسدس
مرة أخرى. أمي، انظري إلي. هل نلعب لعبة إطلاق النار مرة أخرى. أمي، أريد أن ألعب
لعبة المسدس. أمي ..."
"نعم نعم. سنلعبها مرة أخرى"، لكنها
كرهت تلك اللعبة. عندما تلعبها، فإنها تتذكر الشهرين الماضيين. يخرج الجميع من مخابئهم
ويطلقون النار على بعضهم. كان البقاء على مشارف منطقة حرب مخيفا. ما يجعل الأمر لا
يطاق هو أن أحد جوانب الصراع يتألف من الموتى السائرين.
وصلوا إلى الفندق. تصدى لهم جيروم فريقه وبعض
المجموعات الأخرى عند الشارع الخامس، وشاهدت المنظر من الطابق التاسع. كانوا يطلقون
الرصاص على أعدائهم ويمضون قدمًا، لكن عندما يطلق أحد تلك "الكائنات"
النار على إنسان، فإنهم يحملونه ويأكلونه. كان البشر يقاتلون من أجل البقاء ويبحثون
عن الطعام. لقد رأت ذلك أمام عينيها. كان البعض يستكشفون بحذر بين الشارع الخامس
وبرودواي، وهجم عليهم العدو بخطة عنيفة وماكرة. لم يكونوا كالجثث المترنحة التي
رأيناها في الأفلام. كانوا أذكياء.
وهم لا يزالون هناك.
صادفت أحدهم لمرة واحدة فقط. أعطاها جيروم مسدسًا أخذه
من ضابط شرطة ميت وقال لها "صوبي واضغطي فقط". كان يعتني بها جيدًا
لدرجة أنها لم تحتج يوما أن تستخدمه بنفسها. لكن قبل يوم واحد، تسلل أحدهم من بين الحراس
ودخل الفندق. ذهبت هي وجيريمي لأخذ بعض الجليد – عندما كانت الكهرباء لا تزال تعمل
– ثم سمعت صوت احتكاك الأقدام بالأرض على مقربة منها.
كانت تعرف مكانه وماذا يريد. كانت تشم رائحة اللحم
المتعفن. ساعدتها غريزة البقاء بداخلها لتعرف ما يجب فعله. وجّهتها غريزة الأمومة
البدائية على هذا المفترس. ذهبت مع ابنها عبر الممر إلى حيث يكمن. أدخلت يدها ببطء
في جيبها نحو مسدسها. كانت تدرك أنه ما إن تعبر الممر مع جيريمي، فسيخرج الشيء من
مخبأه ويتبعهم، وهي تأمل أن يكون الهدف واضحا أمامها. بمجرد أن تجاوزت الزاوية،
استدارت وأخرجت مسدسها وأطلقت النار.
كانت محقة. لم يخرج الشيء من مخبأه فحسب، بل تحرك
بسرعة أيضًا. وصل الشيء بالفعل على مقربة منها في غضون ثانيتين. أربع طلقات على
الجسد واثنتان على الرأس. لم تبارح ذاكرتها تعابير المفاجأة والخوف على وجهه قبل أن
ينفجر رأسه وتنسكب منه المادة الرمادية في كل مكان. كانت تتوقع أن ترى عليه تعابير
الكراهية والبغضاء. لا يزال منظر وجهه بشريًا، بصرف النظر عن رائحة اللحم الفاسد والأطراف
السوداء.
لم تنتظر لتعرف إن رافقه أحد، فأخذت ابنها واندفعت
إلى الغرفة 934. مدت يدها بجنون إلى جيبها لتخرج بطاقة مفتاح غرفة الفندق، وجرحت
يدها بمختلف الأغراض في جيبها. مرّرت البطاقة عدة مرات على مفتاح الباب، وفي النهاية
ظهرت الإشارة الخضراء التي تشير إلى فتح القفل. أمسكت بابنها ودفعته إلى الداخل.
وبدلاً من أن يصاب عقل جيريمي الصغير بصدمة من الحدث،
قام بتفسير هذا على أنه لعبة. لعبة "إطلاق النار". فسّرت نفسيته الصغيرة
ما حدث على أنه شيء مثير وأراد تكراره. قام عقله بتسهيل فكرة الموت الوشيك، ولكن
عقل كلارا ظل يسترجع الحادثة ليحافظ على فكرة نجاتهما.
"طاخ. طاخ. نلت منك أمي. في الرأس. لقد
أطلقت عليكِ النار، أنت ميتة. أنت ميتة يا أمي. عليك أن تقعي!" لقد داعبته
بما يكفي، ولم تعد قادرة على تحمل رعب الأمس.
"لا أريد أن ألعب بعد الآن يا عزيزي.
اذهب وتناول عشاءك". تفاجأت عندما أطاع.
جلست على طاولة المطبخ، شاهدت جيريمي يأكل الطعام
الذي أعدته. كانت تجد صعوبة في الأكل منذ يوم أمس. كانت تضع الطعام في فمها وتفكر
في دماغ الوحش وهو يتناثر في كل مكان. ولكن راقبت ابنها وهو يلتهم آخر قطعة من
القرع المعلب والجزر المهروس، فانفتحت شهيتها مجددا. في الواقع، كانت جائعة حقًا.
تميل نحوه لتقبله على خده، عادت غريزة الأمومة رغم الغثيان.
قد لا يسع الأم أحيانا سوى أن تمد يدها وترفع طفلها وتقبله، خاصةً عندما تفكر
الأحداث الأخيرة. وضعت شفتيها على وجنتيه اللطيفتين السمينتين وفركت أنفها على خده.
هناك شيء غريب. شعرت برغبة غريبة للعض. لحمه ودهنه
ينادي على بطنها المتألم. وقفت بسرعة.
همست "كلا. أرجوك يا إلهي. كلا". مزقت
الضمادات ونظرت إلى يدها المصابة. كانت الأوعية الدموية المجاورة للجرح قد أسودّت قليلا
بما يشبه الكزاز.
جلس جيريمي بجوار طاولة المطبخ، وهو يثرثر لنفسه ويلون
كتاب الديناصورات المفضل لديه. راقبته للحظة وهي تعلم أن عليها التصرف بسرعة، وإلا
فإن غريزة الأمومة ستنهزم أمام جوعها الشديد. بالطبع، يمكنها فقط الاستسلام – قد
يحدث لجيريمي ما يحدث لها الآن...
تم انقطع حبل أفكارها بسؤال بريء من ابنها.
"أمي، هلا لعبنا لعبة المسدس مرة أخرى؟"
"حسنًا يا عزيزي".
القصة: The
Gun Game
الكاتب الأصلي: morebrainsplx
https://creepypasta.fandom.com/wiki/The_Gun_Game
ترجمة: Mr. Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق