الأحد، 21 أغسطس 2022

كشك الهاتف


 

كان هناك مراهقان، اسمهما كينزو وتاتسويا، يشتركان في الاهتمام بالخوارق. كلما التقيا فإنهما يتشاركان دائمًا قصة مخيفة عن شبح أو مكان مسكون أو حكاية أخرى شائعة بين الناس

كان تاتسويا يتصفح الإنترنت في أحد الأيام، ثم وقعت عيناه على موقع إلكتروني يسرد العديد من الأساطير الحضرية في اليابان. قرأ قصة عن جسر معلق يقع قريبا من منزله. عرض الموقع عدة صور للجسر والمنطقة المحيطة به. قرأ الأسطورة المرتبطة بهذا الجسر، وأدرك أنها ستُعجِب صديقه.

عندما التقيا في المرة التالية، كان حديثهما عن الجسر. كان جسرًا قديمًا يمتد فوق مضيق عميق. عُرِف المكان بحوادث الانتحار الكثيرة التي حدثت فيه. في كل عام، يرمي ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين شخصًا أنفسهم من الجسر ويغرقون. لا أحد تمكن من تفسير هذا العدد. قالوا أن المكان مسكون بأشباح جميع من انتحروا هناك.

عاد كينزو إلى المنزل في المساء وقرر أن يتفقد الجسر. كان يرغب بشدّة أن يرى شبحًا. وفي تلك الليلة بالذات، انطلق إلى الجبال نحو الجسر. استغرقت الرحلة إلى هناك نحو نصف ساعة.

 

كان الوقت منتصف الليل تقريبًا، ولم يجد حوله أي إنسان. كان المكان مظلما وهادئا وكان كل شيء ميت. كان المنظر مخيفًا وأحسّ بالخوف يتخلله حتى النخاع.

"ياه، هذا المكان مخيف"، تمتم في نفسه وهو يسير بحذر إلى حافة الوادي ويحدق في أرجائه. بدأ يفكر بجميع الناس الذين ألقوا بأنفسهم في هذا الظلام الدامس. هذه الفكرة جعلت شعره يقف.

كان الأمر رائعًا فأراد إخبار صديقه تاتسويا بذلك، فأخرج هاتفه الخلوي ليتصل به.  ولكن بما أنه كان في مكان عالٍ في الجبال، فلم يحصل على أي إشارة.

نظر كينزو حوله، ولاحظ وجود كشك هاتف يقف وحيدا في مكان قريب. دخله ووضع عملة معدنية واتصل برقم تاتسويا.

"مرحبا. تاتسويا؟ خمن أين أنا الآن. أنا على الجسر المعلق الذي أخبرتني عنه. المنظر مذهل. عليك أن تأتي إلى هنا لتراه في وقت ما".

أجاب تاتسويا: "نعم، أود ذلك. رأيت كل الصور على الموقع ... انتظر ثانية ... ما هذا الرقم الذي تتصل منه؟"

ضحك كينزو. "لم ألتقط أي إشارة على هاتفي المحمول، لذلك أتصل من هاتف عمومي هنا".

احتار الصديق مما سمعه. "هاتف عمومي؟ لا يوجد هاتف عمومي هناك. كنت سأراه في الصور".

ردّ كينزو "عما تتحدث؟ أنا أقف في كشك الهاتف عند بداية الجسر مباشرة ... انتظر، عليّ أن أذهب. هناك صف من الناس بالخارج ينتظرون لاستخدام الهاتف. سأتصل بك عندما أعود إلى المنزل".

بمجرد أن قال كينزو هذا الكلام، صرخ تاتسويا "كلا! لا تخرج من كشك الهاتف! أنا أعرف هذا المكان! سأكون هناك خلال نصف ساعة. مهما حدث، لا تتحرك!"

"ما المشكلة؟"

"فقط عِدني أنك ستبقى مكانك. لا تتحرك شبرا واحدا! ولا تغلق الهاتف. أنا آتي!"

عندما أغلق تاتسويا السماعة، شعر كينزو برعب لا يوصف. وقف في كشك الهاتف وأبقى السماعة على أذنه. نظر وراءه ليرى صفًا من الناس يقفون خارج كشك الهاتف ويراقبونه بصمت. بعثت نظراتهم على الخوف داخل أحشائه.

بعد نصف ساعة، وصل تاتسويا إلى الجسر المعلق، ووجد صديقه يقف على حافة الوادي. كان يحمل هاتفه الخلوي على أذنه.

لم يكن هناك كشك هاتف أو طابور من الناس. لو تحرك شبرًا واحدًا، لكان قد سقط على الحافة إلى حتفه.

 

https://www.scaryforkids.com/phone-booth

هناك تعليقان (2):

  1. اتمني ان اعرف اكثر عن المترجم وصاحب الموقع و شكرا

    ردحذف
  2. هل توجد نهاية للقصة ام هذا كل شيء؟
    لقد تحمست للاحداث!!

    ردحذف