حارب جدي في أوروبا خلال
الحرب العالمية الثانية، ولم يتكلم عن ذكرياته عن تلك الفترة، ولم أسمع منه سوى
حكاية واحدة.
في أحد الأيام كان يتنقل
على سيارة جيب في بلجيكا مع أحد الملازمين، وكانوا يحملون مؤونة من الذخيرة. كانوا
يسيرون على طريق ترابي وأخطأوا في المنعطف، فضاعا في الداخل قبل أن تتعطل
السيارة فجأة. قررا طلب المساعدة من أي قرية قريبة، ولم يمثل هذا مشكلة لأن
البلجيكيين كانوا في صفهم.
وجدا أمامهما قرية صغيرة
بها نحو عشرة أكواخ من القش. اقتربا منها فظهر أمامهما ثلاثة رجال يلبسون جلود
الحيوانات، وكانوا يتحدثون بغضب بلغة لم يفهموها. لم يكونوا يتحدثون الفرنسية أو
الهولندية أو الألمانية، وبالتأكيد لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية.
لم يفلح التفاهم معهم، وقام
أحد الرجال بسحب سكين صدئة وهجم عليهم، فقام الملازم بسحب مسدسه وأطلق النار عليه.
فر الآخران بعد هذا.
تمكن جدي وزميله من إصلاح السيارة
بأنفسهم وعادا إلى القاعدة في اليوم التالي. قدم الاثنان تقريرا بالحادثة، ولكن
لم يتابع أحد الأمر. مات الملازم في قصف مدفعية في الشتاء التالي، فأصبح جدي هو
الشاهد الوحيد على الحادثة.
الأمر المدهش هو ما جعله يتذكر القصة: كنا نشاهد وثائقيا عن تطور اللغات، وكان هذا يتحدث عن تطور اللغات
الجرمانية. تكلم الوثائقي عن اللغة الساكسونية القديمة، وذكر جدي أنها تشبه الكلام
الذي سمعه ذاك اليوم.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف