الخميس، 25 فبراير 2021

بوكيمون بلاك

بإمكانكم القول أني جامع ألعاب بوكيمون مقرصنة ومخترقة، وكانت لها أسماء مثل بوكيمون دياموند، بوكيمون جيد، كاوس بلاك، وغيرها الكثير. وكنت أعثر على الكثير منها في المتاجر الصغيرة وأسواق السلع المستعملة وغيرها.

كانت هذه الألعاب مسلية، فرغم أن اللعب بها كان مملا، إلا أن رداءتها والترجمة السيئة كانت تضحكني من حين لآخر.

تمكنت من العثور على أغلب الألعاب التي لعبت بها على الإنترنت. ولكن هناك واحدة لم أر أي ذكر لها على الإطلاق. اشتريت هذه اللعبة من سوق قبل خمس سنوات مضت.

بدأت اللعبة بشاشة نيدورينو أو غينغار المعتادة في ألعاب بوكيمون ريد وبوكيمون بلو. إلا أن شاشة بدء اللعبة تغيرت. حيث كان ريد موجودا، إلا أن البوكيمون لم يظهر معه. كما ظهرت كلمة "نسخة بلاك" Black Version تحت كلمة بوكيمون. عند اختيار بدء لعبة جديدة، تبدأ اللعبة بكلمة من البروفيسور أوك، وكان من الواضح أن اللعبة مقلدة عن بوكيمون ريد. وعند النظر إلى البوكيمونات الموجودة مع اللاعب، نجد البوكيمونات المعتادة وهي بولباصور أو شارمندر أو سكويرتل، بالإضافة إلى بوكيمون آخر يدعى غوست أو الشبح.

 

كان البوكيمون صغيرا ولم يتجاوز المستوى الأول، وكانت له هيئة شبح ويظهر في لافندر تاون قبل الحصول على منظار سيلف (الذي يسمح برؤية الأشباح). كان لديه أسلوب هجوم يدعى "اللعنة". أعرف أن هناك هجوما بهذا الاسم، إلا أنه لم يوجد في الجيل الأول من اللعبة، فالظاهر إذا أنه تم اختراق اللعبة ووضع الهجوم داخلها.

لم تتمكن البوكيمونات الدفاعية من مهاجمة غوست، وتقول فقط أنها "خائفة ولا تستطيع الحركة". وعند استخدام هجوم اللعنة في المعركة، تصبح الشاشة سوداء. يمكن سماع بكاء البوكيمون الدفاعي، إلا أن التشويش غلب عليه، وكانت نغمة البكاء أخفض من المعتاد. تعود بعدها شاشة اللعبة، بينما يختفي البوكيمون الدفاعي. وعندما أستخدم الشبح في معركة ضد مدرب، فإن الكرات التي تمثل البوكيمونات تكون ناقصة واحدة في كل مرة. الأمر الذي يشر إلى أن ذاك البوكيمون قد مات.

والأغرب من هذا أنه بعد هزيمة المدرب، فإن المعركة تبدأ من جديد، وعند اختيار "الهروب" فإن المعركة تنتهي كالمعتاد. يمكنك اختيار هجوم اللعنة، وبعد المعركة يختفي المدرب من الشاشة، ويظهر محله شاهد قبر كما الشواهد الموجودة في لافندر تاون.

لم يكن استخدام هجوم اللعنة ممكنا في كل الحالات، إذ أنها تفشل أمام بوكيمون شبح آخر، كما أنه لا يمكن استخدامها ضد مدربين تمت مواجهتهم من قبل، مثل رايفال وجيوفاني، إلا أنه يمكن استخدامها في المعركة الأخيرة ضدهم.

رأيت أن الأمر هو أسلوب لعب خاص في اللعبة، ويجعلك تستخدم الشبح الذي كان الإمساك به صعبا. أصبحت اللعبة سهلة بفضل هذا الهجوم، فاستخدمتها خلال المغامرة كلها.

تبدأ اللعبة بالتغير بعد هزيمة النخبة الأربعة. بعد النظر إلى قاعة المشاهير، أجد بوكيمون الشبح وعدة بوكيمونات استخدمتها، ثم تصبح الشاشة سوداء. تظهر بعدها كلمة "بعد عدة سنوات"، وتظهر أمامي مدينة لافندر تاون، ويقف بها رجل عجوز يقف أمام شواهد القبور. أدركت بعدها أن الرجل العجوز هو شخصيتي.

كان العجوز يتحرك بأبطأ من السرعة العادية، ولم يعد معه أي بوكيمونات، حتى بوكيمون الشبح، والذي كان موقعه ثابتا في اللعبة ولا يمكن وضعه في الاحتياط. كان عالم اللعبة فارغا تماما، ولم يكن هناك أي شخص على الإطلاق. رأيت قبور المدربين الذين استخدمت اللعنة عليهم. يمكن للشخصية الذهاب إلى أي مكان، إلا أن حركته كانت محدودة لعدم وجود بوكيمونات معه. وفي جميع الأماكن تعزف موسيقى لافندر تاون مرارا وتكرارا. وعندما ذهبت إلى كهف ديغليت، وجدت أن الشجيرة التي سدّت عليّ الطريق من قبل لم تعد موجودة، ما سمح لي بالذهاب والعودة إلى بلدة باليت تاون.

عند الدخول إلى منزل شخصيتك، وعند الوقوف على المربع الذي بدأت منه اللعبة، فإن الشاشة تصبح سوداء.

ظهرت أمامي صورة البوكيمون كاتربي، ثم تبعتها صورة ويدل وبيدجي وراتاتا وبلاستويس وغيرهم، فأدركت أنها تلك البوكبمونات التي استخدمت هجوم اللعنة عليها. ثم ظهر بعدها المدربون الذين هاجمتهم باللعنة.

كانت موسيقى لافندر تاون تلعب في الخلفية، إلا أن سرعة التوزيع تصبح أبطأ مع مرور الوقت. ثم يظهر أحد المدربين وتصبح الشاشة سوداء. وتظهر شاشة المعركة فجأة، حيث يظهر شكل رجل عجوز، وهو نفس العجوز من مدينة فيريديان والذي علّم شخصيتك كيفية إمساك البوكيمونات.

يظهر بوكيمون الشبح على الجانب الآخر وتظهر جملة "غوست يريد أن يقاتل". ولم يكن بإمكاني وقتها أن استخدم شيئا من مخزوني، ولم يكن عندي أي بوكيمونات، كما لم يكن بإمكاني الهرب. كان الخيار الوحيد هو القتال.

كان الهجوم الوحيد المتوفر هو "الصراع"، وكان هذا الهجوم يستهلك من طاقة حياة الشخصية ولم يؤثر على الشبح أبدا. وعندما يحين دور الشبح في الهجوم فإنه لا يفعل شيئا. ويستمر الأمر حتى تصل نقاط حياة الشخصية إلى مستوى حرج، عندئذ يستخدم الشبح هجوم اللعنة. بعدها تصبح الشاشة سوداء لآخر مرة.

حاولت ضغط الأزرار عبثا وظللت عالقا في الشاشة السوداء. لم أجد خيارا سوى إطفاء الجهاز ثم تشغيله من جديد. لم أجد عندها سوى خيار لعبة جديدة، فيظهر أن اللعبة محت الملف المخزن.

أعدت لعب اللعبة عدة مرات، وفي كل مرة تنتهي بنفس النهاية السابقة. وفي عدة مرات لم أستخدم الشبح، رغم أني لم أتمكن من وضعه في الاحتياط وظل في الفريق الأساسي طوال اللعبة. وفي تلك المرات لم يظهر أي مدربين أو بوكيمونات، وتنتقل اللعبة مباشرة إلى المعركة النهائية مع الشبح.

لا أدري ما كان هدف المصمم من إنتاج هذه اللعبة. لم يتم توزيع اللعبة على نطاق واسع، وبهذا فلم تحقق أي مكسب تجاري. إلا أنها كانت تعتبر جيدة بالنظر إلى كونها نسخة مقرصنة.

يظهر أن صانع اللعبة كان يريد إيصال رسالة، وإن بدا أنني أنا الوحيد الذي تلقاها، كما أنني لم أفهم مغزى الرسالة بالضبط؛ هل كان يتكلم عن حتمية الموت؟ عن عبثية الحياة؟ أو أنه أراد فقط إدخال الموت والكآبة في لعبة للأطفال؟ بغضّ النظر عن هذا، فقد جعلتني هذه اللعبة أفكر، وجعلتني أبكي.

 

 

القصة: Pokémon Black

الكاتب الأصلي مجهول

المترجم: Mr. Beshebbu

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Pok%C3%A9mon_Black

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق