اليومية الأولى
ارتكبت خطأ فظيعا. اعتقدت أنني كنت مصابًا بالجنون فقط، لكنني أعلم الآن أنه يلاحقني. لن يسمح لي أن أنسى تلك الغلطة أبدًا.
لست متأكدًا من شكله. لا يسعني إلا أن أطلق عله اسم كارما. اعتقدت أنه سيحميني. كنت مخطئًا.
دعوني نبدأ من البداية. هناك طقس لا يُذكر إلا نادرًا ويدعى حكم الكارما. لن أصف هذه الطقوس لأسباب ستفهمونها. إنه خطير جدا.
سمعت بأمر هذا الطقس. فحوى الحكاية أنه بعد قيامك بهذا الطقس البسيط، ستحكم عليك الكارما. إذا قررت أنك شخص صالح فستجعل حياتك نعيما، وإلا... حسنًا، لهذا السبب أنا أكتب هذا الكلام.
لا بد أن هناك خطأ. أنا حقًا شخص طيب، أو هكذا اعتقدت. اعتقدت ببساطة أن الطقس لم ينجح، ولكن سرعان ما اتضّح لي أنني ملعون. بمجرد أن انتهيت من الطقس وهربت من المنزل وجدت كلبي الحبيب على سريري مقطع الأوصال. صليت إلى جميع الآلهة، فلم أؤمن حتى بأن هذا كان من عمل بشر عادي.
حتى الآن لم أقدر على النوم لثلاثة أيام، بغض النظر عن عدد المهدئات التي أتناولها. في كل مرة أنظر إلى النافذة أو المرآة، أرى خيالاً داكنًا لجزء من الثانية، ثم يختفي بمجرد أن أحاول التركيز عليه.
آمل أن كتابة هذه الأحداث قد تساعدني بطريقة ما. على الأقل أعصابي هادئة حتى الآن. هذا يكفي لهذا اليوم.
اليومية الثانية
لا أستطيع النوم. عندما أنام، فإنه يخطط لقتلي بطرق فظيعة لا أستطيع وصفها. كدت أن أنام الليلة الماضية، وأغمضت عيني لخمس ثواني. لكنني فتحتهما ورأيته! رأيت الكارما أمام عيني مباشرة. اتخذ شكل صبي صغير ذو شعر بني أشعث يرتدي خرقًا سوداء بالية من رقبته إلى قدميه. كما تمت خياطة فمه لأسباب لا أريد معرفتها، ورأيت نظرة الصدمة والكراهية في عينيه الخضراوين الصغيرتين.
ثم اختفى. بقيت صورته محفورة في ذهني. شعرت بالخوف وبألم حاد في كامل جسدي. أسرعت إلى المرآة ووجدت خدوشًا تنزف على بطني وظهري وساقي. بدت وكأنها من فعل أظافر بشرية.
