كان هنري المجنون رجلا وحيدا يعيش بمفرده في قصر
متهالك على أطراف المدينة. انتشرت شائعات حول هذا الرجل الغريب. فمنهم من قال أنه
ساحر يسخّر قوى الظلام ليجلب الخراب على جيرانه، وآخرون قالوا أنه طبيب مجنون بمقدوره
أن يعيد الحياة إلى الجثث المتعفنة. لا يتعامل معه أي مواطن محترم في المدينة.
ثم حدث في إحدى الأعوام أن انتقلت عائلة جديدة إلى
المدينة ومعهم فتاة جميلة تدعى راشيل. جذبت الفتاة انتباه هنري المجنون، وأغدق
عليها هدايا نفيسة؛ أكواب من الذهب الخالص، وقلائد من اللؤلؤ، وأصيص به زهور الأقحوان.
ولكن رغم هذه الهدايا، وقعت راشيل في حب شخص آخر يدعى جيفري، وهو شاب وسيم عاد للمدينة
من الجامعة. قرر الاثنان أن يتزوجا بعد أسبوع واحد من لقائهما، وتركا هنري المجنون
في ذهول.
أقام الزوجان حفلة كبيرة وقاما بدعوة كل من في
المدينة. كانت راشيل ترقص مع والدها وسمعت صوت الرعد. وفجأة، انفتحت الأبواب وانساب
نسيم حاملاً معه رائحة الموت والعفن. كان هنري المجنون يقف في المدخل وعيناه تتقدان
غضبا. تبعه ما بدا أنهم أناس موتى وتقدموا إلى الداخل اثنين باثنين. لمعت محاجر عيونهم
بنار زرقاء وهم يطوقون الغرفة.