الخميس، 18 أبريل 2019

مجرد قصة


لم يكن الأمر سيئا في البداية. مجرد قصة من بين القصص على الإنترنت. مجرد قصة في إحدى تعليقات اليوتيوب وتطلب منك أن تنشرها على ثمان مقاطع أخرى وإلا أصابك الشر، من نوع القصص التي تنذرك أنك ستموت أو أن حبيبتك سترفضك إن لم تنشر الكلمة. لم أهتمّ بالأمر حينها، ولكنه أصبح كل ما يشغل بالي الآن.

بدأ التعليق بعبارة "ظلت تطاردني لأيام" وانتهى بعبارة "بما أنك تقرأ هذا، فستطاردك أيضا". لا أتذكر إذا كان هذا الكلام المذكور بالضبط، فقد كنت منهكا، كما قرأت تلك التعليقات مائة مرة من قبل.

نسيت الأمر كله... حتى بدأت تطاردني.


بدأت بأشياء صغيرة. أرى نورا خاطفا بطرف عيني، أو ظلا غريبا على أرضية الممر. بدأت الأمور تسوء. كنت أسمع همسًا أو ضحكا أو وقع أقدام عندما أكون وحيدا. كانت تمازحني، مثل القط الذي يضع كفه على ذيل الفأر قبل أن يقتله.

كانت المرايا أسوء شيء. كنت أراها عندما أمشط شعري، وعندما أحرّك رأسي أمام المرآة، أرى صورتها تقف عند رف الكتب، بشعرها الطويل المسدول على كتفها والمتلبد من أثر الدم.

لكن أسوء ما فيها كان ابتسامتها.

في كل مرة أراها تفتح فمها، كانت أسنانها ملطخة بالدماء. ولا أعلم إذا كان ذاك دمها أم...

بدأ الأمر يسوء تدريجيا ليلة تلو الأخرى. كنت أراها في طريقي إلى المحاضرة، وفي مرآة السيارة الخلفية، وكنت أحدّق برعب وأنا أراها تحرّك أظافرها الشبيهة بالمخالب.

اعتقدت في البداية الأن الأمر كان بسبب قلة النوم وضغط الامتحانات النهائية.

ثم أتت إليّ.

كان الوقت متأخرا جدا لدرجة أن الصباح كان قريبا. لم أتمكن من النوم لأنني كنت أسمع ضحكاتها طوال الليل. غطّيت وجهي بالوسادة وأغلقت عينيّ، ثم أحسست بشيء بارد على يدي.

شلّني الخوف. أحسست بشيء حاد وبارد يتحرّك على ذراعي نحو مرفقي.

سمعتها تقول "تعال والعب معي" بذاك الصوت الناعم الذي سمعته عدة مرات. صرخت ونهضت، ولكنها رحلت.

ولكن لفترة قصيرة.

كانت أكبر غلطة هي أنني تحدّثت إليها. خرجت من الدش وفتحت الستارة لأجدها أمامي. صرخت وتراجعت للوراء، ثم انحنت تلك المرأة نحوي.

سألتها: "لماذا تفعلين هذا؟"

ثم قالت لي السبب. لأنني كنت أعرف شيئا عنها. ثم تلقيت إصابة شديدة على رأسي وتم نقلي إلى المستشفى حيث أنا مستلقٍ الآن.

لا يمكنني احتمال الأمر أكثر من هذا. أنا لست سوى إنسان بسيط. هناك شيء واحد عليّ فعله.

يا إلهي. أنا آسف. سامحني على ما سأفعله أيها القارئ.

اسمها نورا، وستأتي إليك عما قريب.

الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة Mr. Beshebbu

هناك 5 تعليقات: