جلس أليك تحت وهج الشاشات الأزرق في هذه الغرفة الفولاذية، وهو يراقب تقلب مشاهد الكاميرات خارج المجمع الصغير. كل زر يصور اللون الأبيض الناصع لرمال القمر، وسواد الفضاء الفارغ أعلاه.
كانت الحياة في محطة الأبحاث الصغيرة مظلمة وهادئة، ولا يعكر سكونها سوى أصوات معدات التسجيل وطنين أنظمة الكمبيوتر.
طاخ!
ضجيج حاد قادم من الممر اخترق السكون المحيط بأليك في غرفة المراقبة. دقّ قلبه بقوة حتى أحس به يصعد إلى حلقه. هدأ اندفاع الأدرينالين بداخله عندما فكّر أن أحد الأشرطة الاحتياطية قد سقط من مكانه على الرف بسبب اهتزازات الآلات. حياة العزلة في المحطة جعلت النظام في حياة أليك يتلاشى، وهو الآن يرمي أعماله في أكوام.
عاد بنظره إلى الشاشات. كانت الشاشة العريضة إلى اليسار تعرض جميع كاميرات المراقبة في شبكة واحدة. هناك شيء في الكاميرا رقم 42-A لفت انتباهه.