يقول القرويون في هذه الأنحاء أن هناك
منطقة تندرا قريبة إلى الشمال تسكنها الأرواح الطيبة. وهذه الأرواح تمنح الرؤى والنذائر
لمن يزورها في الليل، وذلك بعد أن تختفي الشمس تماما من السماء ويحل محلها الظلام الدامس.
انطلقت بسيارتي داخل السهول الثلجية
الفسيحة، وانتظرت وسط الصقيع على أمل أن ألحظ تلك الأشياء التي تحظى بتبجيل السكان
المحليين هنا. يُرسل هؤلاء الناس أولادهم إلى تلك السهول متى بلغوا الخامسة عشرة وهم
يلبسون الفراء لاتقاء البرد. يسعى الفتية لطلب مقابلة الأرواح، ثم يعودون لأهلهم ليخبروهم
ما تقوله الأرواح، ثم يصبح الفتية بعدها من البالغين حسب التقاليد. يذهب المخطوبون
لزيارة التندرا قبل الزفاف، وتنتظر القرية عودتهم، حيث يقرر العروسان بعدها المضي في
الزواج أو إلغاءه. ويذهب إليها كبار السن عندما يصيبهم المرض، على أن قضاء الليل وسط
البرد يزيد حالتهم سوءا، ولكن يرافقهم عند عودتهم جو من السكينة.