16 أغسطس 2011
أنا متحمس للغاية. تخرجت لتوي من الجامعة وأنا جاهز لأدخل عالم إدارة
الفنادق والمطاعم. أنا مستعد الآن لجني المال وصنع اسمي في عالم الفنادق.
ما يحمّسني هو أنني سأحلق بحرية بعد أن ظل والداي يراقبانني في كل خطوة
خشية أن أخطئ بشيء ما. وجدت منزلا وعملا في بلدة صغيرة تبعد مئات الأميال عن
موطني. قد لا يعتبر الأمر مثاليا بالنسبة لي بما أنني تخرجت من جامعة مرموقة، ولكن
جذبني بُعد المكان. أردت الابتعاد عن معارفي وما رافقهم من ضغوطات، فلم أعد أحتمل
مراقبة الجميع لي بانتظار أن أزلّ بخطأ، سواء لمساعدتي أو انتقادي.
لا أقول أنني أكره الناس، بل أكره
الضغط وحياة المدينة الكبيرة، وأكره ظلال والدي وهما يحومان فوقي على كل صغيرة
وكبيرة. سأجد هنا السلام والهدوء.
سأصل
إلى هناك غدا، وأتمنى ألا أكون قد نسيت شيئا، فلا أريد أن أرى هذه المدينة لفترة
طويلة.
17 أغسطس 2011
رأيت
المنزل اليوم، ولم يكن كما توقعته. إنه كبير، وهو بعيد في أحراش أريزونا، ويبعد
عدة أميال عن أقرب مدينة وهي جيروم. العمل نفسه موجود في المدينة، ولكن لا مانع
لدي من القيادة أو ركوب الدراجة كل يوم.
المكان
يطل على صحراء خاوية، ولكن هذا الخلاء مريح إلى حد ما. أنا هنا أعمل لأرضي نفسي،
ولا أحرق عقلي سعيا لإرضاء الآخرين. هذا المكان ممتاز.
البيت
نفسه قديم وكأنه من أفلام الغرب القديم. أذهلتني بساطة الحياة. هذا ما أحتاجه.
21 أغسطس 2011
بدأت عملية
الاستقرار هنا. كان ثمن البيت زهيدا جدا. كما تفقدت موقع العمل. كان بسيطا، ولكنه
ينفع كمطعم صغير للسكان المحليين. الناس هنا لطفاء ويعرفون بعضهم، ما ساهم بتعريف
المكان بسرعة بين الناس.
البيت
رائع. هناك هاتف قديم ببكرة، ولا يوجد إنترنت. ما أثار انتباهي أيضا أن البيت كان
بحالة جيدة وخاليا من الصدأ، وكأنني دخلت في آلة زمن. سأبقي هاتفي النقال صامتا
وأرتاح من فاتورة الهاتف لفترة. أثاث البيت قديم ولكنه بحالة جيدة، ولن أحتاج
لشراء شيء.
22 أغسطس 2011
استقريت
هنا وبدأت العمل. كل شيء يسير بشكل جيد، إذ يأتي الكثير من الزبائن رغم صغر
البلدة. قد يبدو العمل راكدا في بعض الأيام، ولكني أحب جو الغرب القديم.
لم
أهاتف أيا من معارفي خلال الأيام الماضية. لا أعلم إن كانوا قلقين عليّ، ولكن
بإمكانهم العثور عليّ بسهولة. انتقلت لمكان آخر، وليس لأرض أخرى.
لا
تواجهني أي مشكلة بالبيت، ولكنني أصحو أحيانا على ضوضاء غريبة. في العادة تكون
مجرد صرير الخشب العتيق، ولكني أقسم أنني أسمع الأثاث يتحرك بين الحين والآخر. ليس
هذا فحسب، بل أنني رأيت آثار خدش على الأرضية هذا الصباح.