الثلاثاء، 22 أبريل 2025

الراكون

 

أخبرني والدي ذات مرة أن أسهل طريقة لصيد الراكون هي وضع شيء لامع في علبة برينجلز. لم أفهمه في البداية، كيف ينجح هذا؟ بصراحة كنت صغيرة على فهم هذا. لكنه أوضح لي أن الراكون ينجذب للأشياء اللامعة. عندما يرى جسمًا لامعًا، فإن رد فعله الفوري هو فحصه. إذا كان الجسم موجودًا في علبة برينجلز، فسيضع الراكون مخالبه في العلبة الطويلة ويمسك بالشيء. لكن أقدامه تعلق عندما يحاول سحب الجسم من العلبة. لن ينجح بإخراج كفه والشيء معا، وهو ليس ذكيًا ليكتشف طريقة أخرى، وهكذا يظل عالقًا. يمكنه فقط ترك الشيء وتحرير كفه، لكن الراكون يبقى منجذبا ولا يستطيع تركه. سيبقى هناك لساعات أو حتى أيام. في النهاية يأتي صياد ويقتله. والأمر المحير أكثر هو أن الراكون لن يتركه. حتى إذا كانت حياته على المحك.

كانت هذه معلومة غريبة، إلا أنها علمتني درسًا في التعلق. وكنت أنا الأولى بتعلمه.

كان الزمن فصل الصيف بين الصف التاسع والعاشر. كان والدي ثملا كالمعتاد وكانت أمي غاضبة. رسبت في مادة العلوم، وكنت أكرهها دائمًا، ورفضت والدتي إرسالي إلى المدرسة الصيفية لأنها تكلف الكثير. ظلت تؤنبني لساعة كاملة قبل أن أخرج من الباب إلى الحقل خلف منزلنا.

الأربعاء، 9 أبريل 2025

تسلية سلندر

 

تحاول أن تبقى هادئًا ما أمكنك، لكن هذا صعب. كل هذا الجري أرهقك وجعلك تتنفس بصعوبة.

لا تعرف هل يجب عليك أن تترك ضوء المصباح شاعلا أو تطفئه. لم تقدم أي من المذكرات حتى الآن معلومة عن هذا. تقرأها مرة أخرى. لا تعرف إن كنت قد عثرت عليها بالترتيب. ولكن هل هذا مهم؟ في البداية ظننت أنك تعرف سبب لحاقه لك وسعيه نحو عينيك وشفتيك. تلك الأشياء التي لا يملكها. ولكنك تكتشف سريعا أنك لست الوحيد. لماذا لم يسلب ملامح وجوههم؟ وبالإضافة إلى ذلك، فهو لم يكن بحاجة لها.

تجلس في زاوية الغرفة والملاحظات متناثرة أمامك. هناك رسم يصوّر شكله والأشجار المحيطة به، وقد أعجبتك أكثر من غيرها لأنها لم تقدم أي معلومات. كلما قلت معرفتك، كنت أكثر أمانًا.

في بعض الأحيان تشعر بأنه يفعلها من أجل تسليته الخاصة. يبدو لك أنه يستمتع بهذا. لكنك تتعرف عليه أكثر فأكثر في كل مرة يظهر فيها. ربما كان سيتركك وشأنك إذا لم تجد الملاحظات. في البداية، كان يسير في أثرك فحسب. كلما اكتشفت المزيد، زادت نظرته لك كتهديد.

الثلاثاء، 1 أبريل 2025

بيت في الصحراء

 


16 أغسطس 2011

أنا متحمس للغاية. تخرجت لتوي من الجامعة وأنا جاهز لأدخل عالم إدارة الفنادق والمطاعم. أنا مستعد الآن لجني المال وصنع اسمي في عالم الفنادق.

ما يحمّسني هو أنني سأحلق بحرية بعد أن ظل والداي يراقبانني في كل خطوة خشية أن أخطئ بشيء ما. وجدت منزلا وعملا في بلدة صغيرة تبعد مئات الأميال عن موطني. قد لا يعتبر الأمر مثاليا بالنسبة لي بما أنني تخرجت من جامعة مرموقة، ولكن جذبني بُعد المكان. أردت الابتعاد عن معارفي وما رافقهم من ضغوطات، فلم أعد أحتمل مراقبة الجميع لي بانتظار أن أزلّ بخطأ، سواء لمساعدتي أو انتقادي.

 لا أقول أنني أكره الناس، بل أكره الضغط وحياة المدينة الكبيرة، وأكره ظلال والدي وهما يحومان فوقي على كل صغيرة وكبيرة. سأجد هنا السلام والهدوء.

سأصل إلى هناك غدا، وأتمنى ألا أكون قد نسيت شيئا، فلا أريد أن أرى هذه المدينة لفترة طويلة.

17 أغسطس 2011

رأيت المنزل اليوم، ولم يكن كما توقعته. إنه كبير، وهو بعيد في أحراش أريزونا، ويبعد عدة أميال عن أقرب مدينة وهي جيروم. العمل نفسه موجود في المدينة، ولكن لا مانع لدي من القيادة أو ركوب الدراجة كل يوم.

المكان يطل على صحراء خاوية، ولكن هذا الخلاء مريح إلى حد ما. أنا هنا أعمل لأرضي نفسي، ولا أحرق عقلي سعيا لإرضاء الآخرين. هذا المكان ممتاز.

البيت نفسه قديم وكأنه من أفلام الغرب القديم. أذهلتني بساطة الحياة. هذا ما أحتاجه.

21 أغسطس 2011

بدأت عملية الاستقرار هنا. كان ثمن البيت زهيدا جدا. كما تفقدت موقع العمل. كان بسيطا، ولكنه ينفع كمطعم صغير للسكان المحليين. الناس هنا لطفاء ويعرفون بعضهم، ما ساهم بتعريف المكان بسرعة بين الناس.

البيت رائع. هناك هاتف قديم ببكرة، ولا يوجد إنترنت. ما أثار انتباهي أيضا أن البيت كان بحالة جيدة وخاليا من الصدأ، وكأنني دخلت في آلة زمن. سأبقي هاتفي النقال صامتا وأرتاح من فاتورة الهاتف لفترة. أثاث البيت قديم ولكنه بحالة جيدة، ولن أحتاج لشراء شيء.

22 أغسطس 2011

استقريت هنا وبدأت العمل. كل شيء يسير بشكل جيد، إذ يأتي الكثير من الزبائن رغم صغر البلدة. قد يبدو العمل راكدا في بعض الأيام، ولكني أحب جو الغرب القديم.

لم أهاتف أيا من معارفي خلال الأيام الماضية. لا أعلم إن كانوا قلقين عليّ، ولكن بإمكانهم العثور عليّ بسهولة. انتقلت لمكان آخر، وليس لأرض أخرى.

لا تواجهني أي مشكلة بالبيت، ولكنني أصحو أحيانا على ضوضاء غريبة. في العادة تكون مجرد صرير الخشب العتيق، ولكني أقسم أنني أسمع الأثاث يتحرك بين الحين والآخر. ليس هذا فحسب، بل أنني رأيت آثار خدش على الأرضية هذا الصباح.